"اليونيفيل": مواقف إسرائيل العدائية تهدد أمن قوات حفظ السلام بلبنان
"اليونيفيل": مواقف إسرائيل العدائية تهدد أمن قوات حفظ السلام بلبنان
أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عن بالغ قلقها إزاء "موقف عدائي" تبنته القوات الإسرائيلية، تمثل في استهداف مباشر لموقع تابع لها بالقرب من الخط الأزرق، في حادثة تُعد الأولى من نوعها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في 27 نوفمبر الماضي.
وأوضح بيان صادر عن البعثة، الأربعاء، أن طلقين ناريين أُطلقا من جنوب الخط الأزرق، أصابت إحداهما محيط قاعدة تابعة لليونيفيل جنوب قرية كفر شوبا وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأشارت “اليونيفيل” إلى أن الحادثة تمثل سابقة خطِرة، كونها أول مرة يُضرب فيها أحد مواقعها بشكل مباشر منذ سريان الهدنة، رغم تسجيل أربع حوادث سابقة شملت إطلاق نار من القوات الإسرائيلية قرب مواقعها.
سلوك عدواني متكرر
سجلت البعثة الأممية خلال الأيام الأخيرة، سلوكًا وصفته بـ"العدواني" من جانب القوات الإسرائيلية، استُهدف خلاله جنود حفظ السلام أثناء تنفيذهم أنشطة عملياتية وفقًا لتفويض قرار مجلس الأمن 1701.
وثّق عناصر “اليونيفيل” حادثة تعرّضت خلالها دورية مشتركة بين قوات البعثة والجيش اللبناني قرب بلدة مارون الراس، إلى استهداف بأشعة ليزر من موقع إسرائيلي مجاور.
أفادت البعثة أيضًا بحادثة مشابهة وقعت في 7 مايو الجاري، حين وُجهت أشعة ليزر من دبابتين إسرائيليتين من طراز "ميركافا" نحو دورية تابعة لليونيفيل جنوب بلدة علما الشعب.
حلّقت بعد ذلك طائرة بدون طيار على ارتفاع منخفض، لا يتجاوز خمسة أمتار، فوق الدورية وتابعتها لمسافة تقارب كيلومترًا واحدًا، في خطوة عدّتها البعثة بمنزلة استفزاز مباشر.
رصدت “اليونيفيل” في اليوم نفسه تحليقًا متكررًا لطائرة مسيّرة فوق موقع تابع لها شرق بلدة حولا.
الأمم المتحدة تحتج
احتجّت البعثة الأممية بشدة على جميع هذه التصرفات، مؤكدة أنها تُمثل انتهاكًا للضمانات الممنوحة لقوات حفظ السلام، وتُعرض حياتهم للخطر.
ذكّرت اليونيفيل في بيانها كل الأطراف بضرورة احترام سلامة وأمن أفراد الأمم المتحدة وممتلكاتها، والحفاظ على حرمة منشآتها ومواقعها دون استثناء.
تأسست قوة اليونيفيل عام 1978، ويبلغ عدد أفرادها حاليًا نحو 10 آلاف جندي من عدة دول. تعمل بموجب القرار الدولي 1701 الصادر في أعقاب حرب تموز 2006، والذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، ودعم الجيش اللبناني في بسط سيطرته جنوب نهر الليطاني.
وتتكرر في الآونة الأخيرة الحوادث على طول الخط الأزرق، وسط تصاعد التوترات بين الجانبين، ما يزيد من المخاوف الدولية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.